هل الفوركس فن من الفنون أم هو عبارة عن معركة

سنخصص موضوع اليوم لتكلم قليلا عن تجارة الفوركس بوصفه فن من الفنون  نظرا لإعتباره فن مربحا لا يتطلب مقومات خارق مثله مثل الرسم مثلا أو ما شابه , حيث من المستحيل أن تصبح رساما ما لم تكن لديك الموهبة و الإحساس الفريد و لو حاولت تعلم أبجدياته لأن للإحساس بجوهر الأشياء له دور كبير في الإبداع , فقد وصفنا تجارة الفوركس بالفن رغم أن الوصف الأقرب للفوركس هو المعركة  .





في الواقع فإن وصنا للفوركس بالمعركة أقرب للواقع بحكم أن في الحرب لا نتحكم بالعدو كما لا يمكن التنبؤ بردت فعله أثناء الحرب , كما هو الحال بالتمام و الكمال في تجارة الفوركس حيث يستحيل التحكم بالسوق مهما ملكت من قوة , لأن إدارت الحرب لا تهتم فقط  بالعلوم العسكرية و إنما صارت تولي إهتماما بخبرة و إحساس القائد , كما هو الحال في تجارة الفوركس و التي لم تعد تكتفي بالإهتمام فقط بالعلوم الاقتصادية والرياضية و إنما صارت تلح علي إمتلاك نوع من الفن من شأنه مساعد المستثمر في كل الخطوات التي يقدم عليها حسب التقلبات المتنوعة التي يمر بها  السوق , لأن العلوم المتنوعة تسهل عملية إستعاب التحركات و تحليلها بالشكل الأمثل , إلا أنه رغم كل ذلك فلا يمكن الهروب من إشكالية عدم الوصول إلي دقة التنبؤ بنسبة  100%  رغم الإعتماد علي العلوم المتنوعة مما يجعل للخبرة مجال للاعتماد عليها بجانب الإعتماد علي الإحساس أو ما يعرف بالحدس , الأمر الذي يجعل من تجارة الفوركس خليطا متجانس من الفنون و العلوم .


و رغم كل ذالك فإننا لم نبالغ في وصفنا للفوركس بأنه معركة بل علي العكس كنا أكثر دقة في الوصف , لأن في الحرب يتكلف القائد بوضع الإستراتيجيات الازمة بغرض إستغلالها في سبيل الهدف المنشود و الذي يتمثل في تحقيق الإنتصار , أليس ذلك هو تصرف المتداول في سوق الفوركس ؟ بلي إن المستثمر الناجح يصر علي إنشاء الإستراتيجيات التي يرى فيها إمكانية تسهيل عملية الوصول الى الهدف المنشود,  و حتي مع وضع الإستراتيجيات و الإطلاع المستمر علي التحليلات الفنية والاقتصادية المتعددة و المتنوعة فإن السوق لا يمكن التحكم به لأنه يتميز بالتقلب المستمر حيث أنه في الواقع يوجد عدد لا يعد و يحصي من المتغيرات في السوق , مما يفرض تحديد المقت المناسب من أجل الدخول إلي هذه الحرب , من أجل لإستفلال أحسن الفرص في التداول قصد تحقيق أكبر قدر من الأرباح , مع العلم أن الإحساس و التنبؤ الصائب يرتفع مع إرتفاع الخبرة و ذلك عن طريق التعلم السليم لكل ما يتعلق بأصول التجارة و التي لا يستطيع أي شخص منحك إياها لأنها من الامور و التي تكبر بالتعلم و الإجتهاد و تولي التجارب   .

0 التعليقات:

إرسال تعليق