في الواقع فإن الإنطلاقة الفعلية في التداولات هي إختيار الأصل
الأساسي حيث بإمكان المتداول إختيار أصل أساسي واحد حسب ميوله , كما أن بإمكانه كذلك
المجز بين أصلين أو أكثر , إلا ان هذا الإختيار لا يجب أن يكون عشوائيا نضرا لأهميته
, و لهذا فإن المستثمر يلجأ إلي قرارات أثناء إختياره للأصل .
إن الخيار المنطقي الأول هو تداول الخيارات الثنائية التي تكون
أزواج العملات فيها هي الأصول الأساسية , ونفس الأمر ينطبق على المتداول الذي يمتلك
خبرة كبيرة في تعامل سوق الأسهم , حيث يكون الأصل الأساسي المنطقي الذي يتم تداوله
في سوق الخيارات الثنائية هو أسهم الشركات , أما إذا كان المستثمر تفتقر إلى المعرفة
بأي من الأصول , ببي هذه الحالة سيكون من الطبيعي
أن يتم إختيار أحد الأصول التي تستهويه وتُثقِّف نفسه بقدر الإمكان وتعلمه ردة فعل
هذا الأصل في مقابل مؤشرات السوق , و بالنسبة للمتداولين المبتدئين , فمن الأحسن لهم
أن يختاروا أصل واحد فقط في البداية ويتعلموا
كل ما يتعلق به قبل أن يتجهوا إلى نوع آخر من الأصول الأساسية .
كما لا يمكن الإغفال القرارات متعلقة بالسوق إذ أن في الواقع
لا يوجد سوقان متشابهان , وهذا عيني أن إختلاف أسواق الخيارات الثنائية المتاحة يؤدي
إلي إختلاف القرارات , لأن بعض الأسواق تكون أكثر ديناميكية وسيولة وتقلب من أسواق
أخرى , فإذا قمنا بمقارنة سوق العملات مع سوق
المؤشرات على سبيل المثال فسنجد أن سوق المؤشرات أقل تقلبًا من سواق العملات , إذ أن
بعض الأسواق مثل سوق المؤشرات يتميز بحركات سعرية أقل أهمية في فترات التداول العادية
, ولا تُفرز تغييرات ضخمة إلا في حالة وجود إضطرابات كبيرة في السوق , مع العلم أن
المتداولون المبتدئون يحققون أداءً أفضل في الأسواق الأكثر إستقرارًا التي تتميز بسهولة قراءتها والتعرُّف عليها , في حين يُفضِّل
المتداولون الأكثر خبرة والمتمرسين الأسواق الأكثر ديناميكية التي تمكنهم من أرباح
أعلى وتوفر لهم تحديات أكبر وإثارة أكثر.
و تجدر الإشارة إلي ان كل يوم تقع أحداث في كل أنحاء العالم
فيكون لهذه الأحداث إنعكاسات على أداء مختلف الأسواق وعلى الأصول الأساسية , ونأخذ على سبيل المثال حدثًا كانت له تبعات المدوي
على جميع الأسواق المالية في العالم , وهو
الهجمات الإرهابية التي وقعت يوم 11 سبتمبر/أيلول , فستطيع المتداول تحديد إستراتيجية
تحقق له الإستفادة من مثل هذه الأحداث في التنبؤ بالسلوك الذي سيتخذه سعر الخيار الثنائي
المحدد , إذ أن هناك سبب وجيه وراء تبني هذه الإستراتيجية يتمثل في ضمان التداول الدائم
في أسواق تداول نشطة تقدم إمكانيات كبيرة لتحقيق أرباح , أما عيوبها فتكمل في عدم القدرة
علي إستيعاب سوق أو أصل مُعيَّن نظرًا للتنقل السريع بين مختلف الأسواق والأصول سعيا
و تعلقا بالأخبار , وهو ما يجعل المستثمر في نهاية المطاف يضيِّع بعضًا من صفقاته بل
ويجعله يتكبد خسائر كارثية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق