المخاطر في سوق تداول العملات

الكل يعلم أن لكل مجال إكراهات ومشاكل محيطة به و سوق الفوركس لا يعتبر إستثناء , فرغم أن سوق الفوركس يتميزه عن غيره من الأسواق الأخرى  بضخامته و السيولة العالية التي يتميز بها إضافة إلى تقلباته المتواصلة وعدم إستقراره فهذا لا يعني خلوه من مخاطر تحيط بتجارة المستثمر حيث أن التداول فيه يرتبط بشبكة الإنترنت مما يدل علي أن هذه المخاوف يمكن أن تتضاعف بشأن آلية التداول من جهة التقنيات المستخدمة و سرعة تنفيذ التداولات و الأوامر المختلفة و كذا تجاوب الوسيط مع الآليات و الأوامر المطلوبة , و ذلك بحكم ان  العالم صار اليوم في عصر النهضة التكنولوجية  و المعلوماتية , و هذه الثورة التكنولوجية  و المعلوماتية كان لها اثر واضح علي التداول عبر الإنترنت بحكم العلاقة القائمة بينهما , إذ يلعب إنتشار الإنترنت و التقدم في  إستخدام التقنيات وتوفر البرمجيات المختلفة دوراً فعالا وجوهريا في عملية التداول التي تقلل المخاطر الناتجة منها ولكن في المقابل تبقي بعض المخاطر تتربص بالمستثمر في هذا السوق و التي يمكن تلخيصها علي الشكل التالي :

البطء
تعد هذه النقطة شبحا يحيط بالمتداول أثناء تداوله يمكن أن يفتك بتجارة المستثمر لأنه يمكن أن يترتب عليه خسائر بالجملة  , و ذلك بحكم أنه من أسباب هذا البطء يمكن أن نجد أسباب تتعلق بالعميل نفسه كما يمكن ان نجد أسباب أخر تتعلق  بالنظام المستخدم أثناء التداول , فسرعة النظام والتقنية العالية عاملان أساسيان و مهمين جداً وأي خلل قد يحدث جراء إستخدامها السيئ أو تراجع أدائها نتيجة بطء في تنفيذها للصفقات قد يتسبب في تراجع لبرمجياتها و تقنياتها وعدم مسايرتها للتحديثات الضرورية و التي هي في حاجة لها , حيث ان بعض شركات الوساطة توفر أنظمة تداول غير متطور و لا تساير التقدم كما أنها لا تساعد عملائها في الوصول إلى  التداول الناجح , و لكن في الحقيقة بدأ هذا السيناريو بالتلاشي في ظل التقدم التكنولوجي الهائل الذي يعيشه العالم , فقد أصبحنا نجد عدد هائل من الشركات التي تتسابق في تقديم التقنيات التكنولوجية المتطورة و دمجها في مجال سوق تداول العملات , بالإضافة إلى تسابقها أيضاً في تقديم برامج التداول المتصورة لخدمة عملائها من أجل إستقطاب اكبر عدد ممكن من العملاء من أجل توسيع قاعدتها التداولية و من بين هذه الخدمات نجد السرعة في تنفيذ جميع الأوامر المتعلقة بعمليات البيع أو الشراء .

الادوات المتوفر لذي العميل  
إن منصات التداول توفر أوامر مختلفة من شأنها التقليص من أثر و حجم المخاطرة أثناء التداول , و لعل أشهر هذه الأوامر هو أمر وقف الخسارة الذي هو عبارة عن أمر يحد من الخسائر التي قد تحدث و الذي يعد طوق نجاة , الأمر الذي جعله ينتشر بشكل كبير بين المستثمرين في عالم الفوركس , حيث صار جزء لا يتجزأ من تداولاتهم لحماية صفقاتهم من الخسارة التي لا يمكن لهم تحملها دون النظر لقيمتها هل كانت مرتفعة أم منخفضة , فجزء من المتداولين يتركون صفقاتهم و لا يملكون الوقت الكافي من أجل مراقبتها باستمرار , بالإضافة إلى أمر جني الأرباح الذي يلعب نفس الدور فهو أمر يمكّنك من ضمان كمية الربح المحققة و يغلق لك الصفقة الرابحة على الربح الذي ترغب بتحقيقه فهو يلعب نفس الدور و لكن في الإتجاه المعاكس , و كل ذلك من أجل عدم الرجوع فيه و الوقوع في خسائر محتملة .
و من هذا يمكن الخروج بخلاصة تبين سبب إنتشار التداول و التي تتمثل في كون نسبة المخاطرة أصبحت قليلة جداً في ظل آليات التداول المتقدمة و المتطورة التي تعمل شركات الوساطة علي تقديمها للمستثمر و الذي أفرزه لنا ذلك التسابق بين شركات الوساط علي إستقطاب أكبر عدد ممكن من العملاء و الذي كان له الأثر في جعل عملة التداول أمرا أكثر أمان و إنتاجية  .

0 التعليقات:

إرسال تعليق